اعترافات مفترس بشرى

بسم الله الرحمن لرحيم


اعترافات مفترس بشري


اما بعد حدثنا النمر الابيض اذ قال:


دخلت عالم النت واطلقت صيحاتي
اتصيد الغزلان و و امارس اقبح عاداتي
نعم نمر نعم ابيض نعم و لكني مفترس الى ابعد الحدود
انيابي لا يمكنني ان اخفيها
فانا مفترس لا يمكن لنفسي ان اكبحها

اخذت اصول و اجول و الغزلان ما اكثرها
و هل عهدت ميثاق بين ضحية و صيادها
فهذا غزال شريد ضعيف في ريعان الصبا
في زهرة العمر مسكين ضحكوا عليه
قالوا له هذه غابة رائعة ففيها تجول
قالوا له هذه هي الحضارة فمنها تجمل
قالوا له في هذه الغابة الحرية
قالوا له في هذه الغابة أحاسيس شاعرية
قالوا له فيها فتسلى و منها فتحلى
العب اركض اكتب اقرأ تعرف و لكن بحدود
ضحكوا عليه
فما كان لغزال ان يلعب في عريني
و انا امارس فيه اقبح هواياتي
فهل عهدت من قبل لغزال يامن من مفترس مثلي
و لكني هنا في هذه الغابة العنكبوتية افترس بطرق الطف
لا استخدم انيابي و لا مخالبي فايميلي احد و اقوى
فكلامي المعسول فيه سحر يجذب الغزلان دون ان اركض او انقد
دونما قطرة دم واحدة
و اليكم كيف افترسه
كيف انهش لحمه
كيف و كيف و كيف
كلام فيه سحر
انت رائعة انت جميلة انت لست كباقي الغزلان
انت عندي بالدنيا كلها انت في منتهى الامان
غزال مثلك بحاجة الى نمر مثلي
لا تسمع لغزلانك فهم عليك يضحكون او ربما من جمالك يغارون
انا النمر سيد الغابة انا الشاعر انا الحبيب انا سيد العاطفي و لن اطلب منك المستحيل
لم ارى بجمالك قط لم اعهد مثلك ابدا لم اعرف عنك بديل
رقيق انت جميل انت غزال رائع انت و انا ارق المخلوقات الا ترى كم انا جميل

انظر لنعومة فروي للوني الرائع لعيوني الساحرة
عندي مبتغاك و لن يفهمك سواي
اهلك هم متخلفون هم متفلسفون هم الخير لك لا يريدون
فاسمعني جيدا
ادخل للغابة ليلا حينما هم نائمون
اغتنم انهم فيك واثقون
و اضفني عند باسم غزال مثلك و سوف ترى ما يمكنني فعله معك
سوف تعلم كم كنت جاهلا كم كنت مدفونا كم كنت غبيا
ساعلمك امور قالوا لك انها محرمة
ساعلمك اشياء قالوا لك انها محرجة
و دخل هذا الغزال المسكين و خان امانة اهله و صدق مفترس كاذب مثلي
و اضافني عنده و باسم غزال مثله
و بدأت عليه اتسلى و بدأت انهش بلحمه و للاسف هو سعيد لانه صدقني
يا غزال يا حبي هكذا كنت اكلمه

بكل شاعرية احدثه
حتى انتهى عندي و لم يعد فيه الا العظم ما عاد ينفعني تركته و رميته خارج عريني
و لم اكتفي بذلك بل اعطيته و هو عظم لمفترسين من فصيلتي
خذوه و تسلوا به فما عاد بغزال بريء
و اطلقت سهامي لغزال اخر و اخر و اخر
و فجأة خطر ببالي انه ممكن ان يرزقني لله بنمرة صغيرة فهل انا امن ان يفترسها مثلي
فهل انا امن لا و الله فكما تدين تدان
كما تدين تدان