يعد موسم عيد الأضحى هو الأكبر بين المواسم السينمائية في مصر والدول العربية في الوقت الحالي، ورغم الاستعدادات المسبقة التي يقوم بها صناع السينما لمقابلة هذا الموسم بعدد لا بأس به من الأفلام السينمائية الجادة التي تتنافس على عيدية عيد الأضحى.
وعلى الرغم أيضا من العدد الكبير الذي ينافس على العيدية هذا العام، والذي بلغ «8» أفلام هي: «المشمهندس حسن - شعبان الفارس - بلطية العايمة - الوعد» من توزيع الشركة العربية، و«رامي الاعتصامي - الدادة دودي - رمضان أبوالعلمين - حبيبي نائما»، الا أن السطحية والسذاجة التي تميز الكثير من هذه الأفلام لاسيما أفلام البطولة النسائية لمي عز الدين وياسمين عبدالعزيز في «حبيبي نائما» و«الدادة دودي» أكدت غياب البطلة الأنثى على الشاشة المصرية، خاصة بعدما قامت هاتان البطلتان بتقديم أفلام طبق الأصل من أفلام أجنبية تم تقديمها من قبل أكثر من «14» عاما، مثل الفيلمين الأجنبيين «مسز داوتفاير» الذي قام ببطولته الممثل الأميركي الشهير روبن ويليامز العام 1993.
ويشبهه الى حد كبير فيلم «الدادة دودي» مع اختلاف المبرر الدرامي للعمل كدادة والذي غالبا ما يكون المحرك الكوميدي للأحداث.
ففي الفيلم الأول يتنكر الأب في دور دادة لكي يتمكن من رؤية أبنائه بعدما انفصل عن والدتهم، وبالطبع تنكر رجل في شخصية امرأة يكون كفيلا لتفجير المواقف الكوميدية.
أما «الدادة دودي» فكراهية دودي للأطفال هي المحور الكوميدي للفيلم، خاصة عندما تجد نفسها فجأة مسؤولة عن رعاية ستة أطفال.
وفي فيلم «حبيبي نائما» فالأمر تجاوز فكرة التشابه بينه وبين الفيلم الأجنبي «هال السطحي»، ليصل الى حد التطابق، وبدء من أفيش الفيلم الذي تظهر فيه مي عز الدين بالشكلين المزيف والحقيقي، ووصولا بأحداث الفيلم الذي هو نسخة طبق الأصل من الفيلم الأجنبي الذي قامت ببطولته النجمة الأميركية جوينث بالترو والممثل جوسان ألكسندر.
وتدور أحداثه حول شاب تافه يهتم بالجمال السطحي فقط، ودائما ما يبحث عن الجمال الظاهري في المرأة، حتى تأثر بحديث أحد العلماء الروحانيين الذي أقنعه بطريقته الخاصة أن الجمال الحقيقي هو الجمال الداخلي ومن وقتها أصبح الشاب لا يرى سوى الجانب الداخلي من شخصية الانسان، حتى وقع في غرام فتاة قبيحة وشديدة السمنة، ولأنه لا يرى الجانب السلبي في شخصيتها، كان يجدها أجمل بنات الكون.
الأزمة التي وقعت فيها مي عز الدين مع «حبيبي نائما»، ما هي الا نتيجة طبيعية لفقر وافلاس كتاب السيناريو سامح سر الختم ودكتور وليد يوسف ومحمد النبوي «الذين لم يجتهدوا في كتابة سيناريو جديد لبطلة أنثى»، واستكفوا بنسخ سيناريو فيلم آخر، وهو الأمر نفسه مع السيناريست نادر صلاح الدين في فيلم ياسمين عبدالعزيز، وان كان ناصر أكثر ذكاء من السابقين في تغيير أسباب ودوافع عمل ياسمين كمربية للأطفال، الا أن النتيجة في النهاية واحدة وهي الافلاس.
ومن بين أفلام الموسم التي تنتمي للسينما الكوميدية أيضا فيلم «شعبان الفارس» لأحمد آدم وجومانا مراد وانتصار، ومن اخراج شريف عابدين، وتأليف أحمد البيه، و«رمضان أبو العلمين» لمحمد هنيدي وسيرين عبدالنور وعزت أبوعوف، وهو من تأليف يوسف معاطي، واخراج وائل احسان.
وفيلم «رامي الاعتصامي» لأحمد عيد وآيتن عامر، ومن تأليف لؤي السيد واخراج سامي رافع، وسوف يطرح في دور العرض نهاية الأسبوع ومن المنتظر اقامة عرض خاص له في نقابة الصحافيين في مصر بعد العيد، كما حدث في الأفلام السابقة لأحمد عيد، بدءاً من «ليلة سقوط بغداد» و«خليك في حالك»، ووصولا الى «أنا مش معاهم»، وكأنه نوع من التفاؤل.
وعلى العكس من التصريحات السابقة للمنتج أحمد السبكي، والتي أكد فيها أن فيلم «بلطية العايمة» غير صالح للعرض في العيد، نظرا لقتامة فكرته وأحداثه، الا أن السبكي قرر طرح الفيلم في عيد الأضحي بحوالي «40» نسخة.
وربما يرجع السبب في ذلك الى رغبته في الاستفادة من ردود الفعل التي صاحبت عرض الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الأخير، والتي أكدت اختلاف الفيلم عن تيمة أفلام السبكية التي غالبا ما تعتمد على الغنوة والرقصة والافيه، والفيلم من اخراج علي رجب، وبطولة: عبلة كامل وسامي العدل ومي كساب.
أما بالنسبة لفيلم «المشمهندس حسن»، فهو ينتمي الى الأفلام الرومانسية، ويعتمد في البناء الدرامي للأحداث على التفاوت الطبقي بين شاب فقير وفتاة غنية، وهو من بطولة: محمد رجب ودوللي شاهين، ومن اخراج منال الصيفي.
وربما أصبح الفيلم الثامن والأخير في الموسم «الوعد» هو النغمة الشاذة في اللوحة الكوميدية المرسومة لعيد الأضحى، حيث يقدم المؤلف الكبير وحيد حامد فكرة مركبة حول قضية الخصخصة وتأثيرها على الحياة المعاصرة وعلاقة الجنس بالسياسة وتأثير الاثنين على الواقع الاجتماعي.
الفيلم انتاج مشترك بين محمود بركة والباتروس، ويقوم باخراجه محمد ياسين، وهو من بطولة: محمود ياسين وروبي وغسان مسعود وأحمد راتب.
جريدة الرأي
الأحد 07 ديسمبر 2008, 11:16 am
