القاهرة - من محمد الغبيري
وعلي حسن |
ما بين نفي «مستمر» من أسرة قاتل الضحيتين هبة ونادين في ضاحية الندى في مدينة الشيخ زايد (جنوب غرب القاهرة) بأنه لم يقتل، وتصريحات القاتل محمود نفسه التي أكد فيها أنه قتل، ولكنه لم يقصد أن يقتل، وردود أفعال الفنانة المغربية ليلى غفران (والدة هبة) والتي ألمحت إلى تشكيكات في «تسمية القاتل»، تبقى قضية مقتل الطالبتين، حديث الناس في مصر وخارجها، وأيضا مثار تعليقات كثيرة ومتنوعة، ووجوما في الحي الشعبي الذي تسكن فيه أسرة القاتل، وقلقا في الحي الراقي الذي شهد الجريمة.
وعلى صعيد التحقيقات في القضية، قرر قاضي المعارضات في محكمة جنح قسم الجيزة المستشار عصام عبدالراضي أمس، تجديد حبس محمود سيد عبدالحفيظ عيسوي (20 عاماً)، ويعمل «حداد مسلح» المتهم بارتكاب جريمة القتل المزدوجة. لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بمعرفة النيابة.
المتهم اعترف بقتله للضحيتين بكامل إرادته خلال إجابته عن سؤال وجه إليه من رئيس المحكمة: إذا ما كان قد ارتكب الجريمة أم لا، حيث قال المتهم: «نعم قتلتهما بسكين».
وأبلغ المتهم المحكمة بأنه قام بتوكيل محامٍ للحضور معه في الجلسة، إلا أنه تخلف عن حضور الجلسة التي لم تستغرق سوى 3 دقائق.
كان المتهم حضر إلى المحكمة وسط حراسة أمنية مشددة، طالبا إلى رئيس المحكمة عدم تصويره من جانب وسائل الإعلام المختلفة، فطلب رئيس المحكمة إلى المصورين عدم تصويره.
وعلى صعيد تداعيات القضية صعدت اعترافات القاتل «المترددة»، وتصريحاته المقتضبة لوسائل الإعلام سريعا مساء أول من أمس، وتصريحات الفنانة ليلى غفران وأسرة القاتل، وصديقات وأصدقاء «المغدورتين» أجواء القضية، حيث ارتفعت المطالبات بضرورة محاسبة الإعلاميين الذين أطلقوا تصريحات بحق «الطالبتين»، والصحف التي روجت لسلوكياتهما الخاطئة.
ليلى غفران من جهتها قالت، إن آخر مرة رأيت فيها «هبة» كانت قبل الحادث بيوم، وآخر اتصال هاتفي بها كان عصر يوم الجريمة «الأربعاء».
وأضافت - في حوار أذيع لها عبر برنامج «90 دقيقة» على فضائية «المحور» المصرية - إنها شاهدت هبة، وهي «تُغسل»، وإنها كانت «زي البدر»، وأن السيدة التي غسلتها «الدكتورة منى» عندما رأت وجهها «كبَّرت»، وقالت: «شكلها كانت بتعمل خير في حياتها».
وقالت الأم: إن هبة ركزت في الفترة الأخيرة على الصلاة، وقامت مع زوجها بأداء العمرة لبيت الله الحرام ، كما زاد التزامها الديني في الفترة الأخيرة .
وأضافت: أول مرة أشاهد الشاب الذي قتل ابنتي كان في شريط خاص بتصوير الجريمة في موقعها، وكان نفسي أقتله... بس ما أقدرش لأنني عندي إحساس وقلب ومشاعر.
وذكرت في تصريحات لبرنامج «القاهرة اليوم» تعليقا على توقيف القاتل: أتمنى أن يكون هو القاتل... لكنني أشعر أن هناك شيئا خطأ!
وانتقدت الفنانة المغربية - في تصريحات لبرنامج «العاشرة مساء» على فضائية دريم المصرية - التعامل الإعلامي مع جريمة القتل، بداية بتشويه سمعة هبة وزميلتها نادين والتفتيش في ماضيهما ومحاولة إسقاط الضوء على كل ماهو سيئ في حياتهما.
وردا على سؤال وجهته الإعلامية منى الشاذلي في برنامج «العاشرة مساء» إلى ليلى غفران في نهاية الحلقة جاء فيه: «ما شوفتش دمعة نزلت منك طول الحلقة»، ردت عليها ليلى غفران «أنا مش خايفة على بنتي لأنها عند رب كريم». وفي نهاية اللقاء ترجت ليلى غفران الجميع أن يترحموا على ابنتها ويدعوا لها بالمغفرة.
أصدقاء «هبة ونادين» قالوا: هبة كانت طيلة حياتها تود القريب والبعيد، وأن كل ما أثير حولها من اشاعات لا دليل له من الصحة، وأيضا نادين حيث كانت صديقة للجميع.
مصادر مقربة من أسرة الفنانة غفران ذكرت... أن عملية غُسل هبة تمت على يد داعية دينية اسمها الدكتورة منى وعدد من صديقات هبة بحضور الفنانة فيفي عبده.
وفي المقابل تسود منطقة روض الفرج الشعبية (شمال القاهرة) حالة من الوجوم والقلق فغالبية السكان في شارع «القاتل محمود» يؤكدون أنه كان في حاله، وليست له مشاكل.
والد المتهم سيد (52 عاماً) ويعمل «نقاش» عاود التأكيد في تصريحات لـ «الراي» أن ابنه «ميقدرش يقتل فرخة» وقال: بيكسب... ليه يقتل أو حتى يسرق، علشان كده «هو ماقتلش حد».
الأم وفاء (46 عاماً) ربة منزل قالت لـ «الراي»: طول عمره هادي... هو وأخواته، وكان بيصلي، بس من يوم ما اختلف مع واحدة صاحبته على الخطوبة، وهو بطَّل يصلي».
القاتل نفسه - وفي تصريحات عقب الانتهاء من تمثيل الجريمة - قال: «توجهت للشقة، ولا أعرف من فيها، وزملائي قالوا لي، اسرق شقة علشان تعرف (تعيّد)... بس ما قصدتش أقتل حد، ولا أعرف أن هبة دي بنت الفنانة أو المطربة ليلى غفران».
المتهم يمثل جريمته في موقع الحادث
المتهم لم اقصد القتل
جريدة الرأي
الأحد 07 ديسمبر 2008, 11:07 am